مأزق انسان
مرحبا..
لقد عدت للتو من عزلتي المفترضة والتي أحبها جداً, متأكدة بأنها ستتحدث عن نفسها يوماً ما .
لا يهم , سأتحدث اليوم عن احدى الكتب الجميلة التي قرأتها خلال هذه الفترة ,كتاب كنت قد قرأته قبل سنتين وقد أخذني اليه الحنين ف عدت لقراءته مرةً أخرى وقد أحسست بشعور المرة الأولى “بائع الكتب في كابول” رواية جميلة بحق تتحدث عن مأزق انسان يعيش في أفغانستان يعمل ببيع الكتب لكي يكسب ما يعيش به هو وعائلته, وتحت حكم الطالبان تتعرض الكتب للإحراق والتمزيق والاتلاف من قبل جنود أميين , لايعلمون حتى ماذا تقول تلك الكتب ! كل ما يعرفونه انها تحمل صورة روح على الغلاف أو أن كاتبها يحمل توجهاً معيناً أو ببساطة لأنهم لا يعرفونها .
هكذا كان يردد سلطان كلما تم اقتياده إلى وزارة الفضيلة بسبب كتبه , لأنه كان يخفي الكتب المحظورة حظراً كاملاً هناك , خلف الرفوف ,وباحترافية تامة .
“لحسن الحظ أن الجنود المسلحين من ذوي أنصاف الادمغة لم يفتشوا لينظروا إلى الاشياء الموجودة خلف رفوف المكتبة”
سلطان خان هو رجل واجه أعتى الصعوبات لكي يوفر الكتب المتنوعة لبلاده وكان يحب تاريخ أفغانستان وأدبها ويرى فيها شيئاً لا تراه طالبان حيث كان كلما أُقتيد للمعتقل يردد على مسامعهم:
ولكنه في المنزل كان يتحول إلى ديكتاتور فقد كان يتحكم بمصير الجميع حتى أمه , وقد كانت كلمته واحده نهائية قاطعة ,حيث لا يُسمح لأحد بمناقشته او مجادلته نهائياً .
“إن باستطاعتكم أن تحرقوا كتبي وان تكدروا حياتي وحى أن تقتلوني لكنكم لن تستطيعوا محو التاريخ الافغاني”
الرواية تتنقل بين الأشخاص والأماكن ,نرى ظالم ومظلوم , نرى بطش مستطير واستسلام غير طبيعي نرى كابول كبلد لا يستسلم فهناك دوماً محاولات للخروج من هذا النفق المظلم حتى و إن كانت بسيطة, كبلاد ترغب بالنهوض مجدداً , ورسم مستقبل جديد بعيد كل البعد عن ماضيها المنهك سياسياً واجتماعياً
الجدير بالذكر أن سلطان خان الشخصية الرئيسية في الرواية قام برفع قضية على الصحافية النرويجية آسني سييرستاد واتهمها بأن كتابها ذو طابع فضائحي !!
تعليقات
إرسال تعليق